معهد الخوئي | Al-Khoei Institute

معهد الخوئي | Al-Khoei Institute
  • الإمام الخوئي
  • المكتبة المرئية
  • المكتبة الصوتية
  • المكتبة
  • الاستفتاءات

سماحة الشيخ باقر الايرواني


 

مرجعية الإمام الخوئي(قدس سرّه)  السمات و المعالم 

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين.
بالنسبة إلى مرجعية السيد الخوئي(قدس سرّه) بعد التحاق السيد الحكيم (قدس سرّه) بالرفيق الاعلى ، اتسعت تلك المرجعية ومن الطبيعي كانت هناك مرجعية للسيد الخوئي (قدس سرّه) قبل ذلك الا انه حصلت طفرةٌ في مرجعيته ، كانت له تلك المرجعية ثابتة في الجملة ولكنها أخذت بالاتساع بعد ارتحال السيد الحكيم (قدس سرّه) ونتمكن ان نقول ان المرجع الاعلى للشيعة بعد وفاة السيد الحكيم(قدس سرّه) هو السيد الخوئي.
والسبب في سعة هذه المرجعية وقبل المرجعية العليا للشيعة يعود إلى جملة من الامور.
١- احدها ان السيد الخوئي(قدس سرّه) كما اشرت كان معروفاً (قدس سرّه) بالمرجعية سابقاً الا أنه كان غريباً عنها فوفاة السيد الحكيم صارت سبباً لأتساع تلك المرجعية التي كانت ثابتة له سابقاً.
٢- العامل الثاني انه(قدس سرّه) كان معروفاً بالتدريس وكثرة التلاميذ فقلّما تجد طالباً من طلاب العلوم الدينية لم يتتلمذ عنده (قدس سرّه)هذا سبب من أسباب اتساع مرجعيته (قدس سرّه).
٣- العامل الثالث : شهادة كثير من اهل الخبرة من الفضلاء العظام ، على ما اتذكر بعد وفاة السيد الحكيم وقع تساؤل كثير عمن هو الاعلم بعد السيد الحكيم (قدس سرّه) ومن الطبيعي انه لابد ان نعرف شيئاً هو ان مسألة التقليد تحتاج إلى كون المجتهد اعلم من غيره وهذه الاعلمية انما يشخّصها اهل الخبرة اما غير اهل الخبرة لا يتمكنون من هذا التشخيص واهل الخبرة عبارة عن الفضلاء الكبار والمجتهدين في هذا المجال وقد صدر بيان وقّعه كثير من الفضلاء الكبار شهدوا باعلمية السيد الخوئي(قدس سرّه) بالنسبة إلى غيره من المجتهدين الذين كانوا موجودين في تلك الفترة وهذه الشهادة كانت سبباً في تسليمه المرجعية العليا بعد ارتحال السيد الحكيم(قدس سرّه).
نعم نال السيد الخوئي(قدس سرّه) لقب زعيم الحوزة العلمية حتى في حياة السيد الحكيم(قدس سرّه) وقد سمعتُ من بعض المشايخ في زمان السيد الحكيم(قدس سرّه) أنّ السيد الحكيم كان يشهد في حق السيد الخوئي بانه بحق زعيم الحوزة العلمية والشهادة كما قلت من نفس السيد الحكيم(قدس سرّه) وهذه لها قيمتها الكبيرة وانا اشهد كما قلت انه بحق زعيم الحوزة العلمية والسبب في ذلك يعود إلى كثرة تلاميذه فدرسه كان يحوي كماً كبيراً من الفضلاء وكان درسه مستمراً وليس منقطعاً كما ان درسه كان في الفقه والاصول وقبل ذلك كان في التفسير ايضا وكان له تدريسات في العطل الصيفية أي ما يعّبر عنه بالدرس التعطيلي. وكان من درسه مضافاً إلى اشتماله على العمق يشتمل على سلاسة البيان هذه اسباب صارت داعية إلى ان يكثر تلاميذ المرحوم السيد الخوئي(قدس سرّه) وكما قلت قلما تجد طالباً من طلاب العلوم الدينية لم يتتلمذ على كرسيه ومنبر درسه لاجل هذه السعة في التلاميذ ولاجل العمق في بحثه (قدس سرّه) ولاجل استمرار درسه حتى انه قد وفق تقريباً إلى تدريس دورة فقهية كاملة وهذا لم يوّفق إليه غيرهُ من الفقهاء، قلّما يوفق فقيه إلى ذلك ، كما انه درَّس الأصول عدة دورات هذه اسباب أهلته إلى ان ينال هذا اللقب المبارك لقب زعيم الحوزة العلمية الذي يعني الكبير في الحوزة العلمية والذي ترجع إليه امور الحوزة العلمية وكما نعرف ان امور أي ظاهرة ترجع إلى كبير في تلك الظاهرة حيث ان الكبير في الحوزة العلمية في مجال التدريس والتلاميذ هو المرحوم السيد الخوئي لذلك نال هذا اللقب بحق بالرغيم من حياة السيد الحكيم لان السيد الحكيم (قدس سرّه) انشغل في آخر حياته بأمور المرجعية لان سعة مرجعيته حالت دون مواصلة البحث والتدريس ولذلك تفّرد السيد الخوئي بالتدريس ونال هذا اللقب المبارك.
ونأتي إلى تواضع السيد الخوئي(قدس) أنا شهدتُ ذلك منه من قرب يعني كانت حياته اشبه بحياة عادية لطالب العلم من حيث الملابس اذ نشاهد ملابسه ملابس عادية كسائر طلاّب العلوم الدينية من هذه الناحية لا يفترق عن غيره.
ومن حيث السيرة اذا جلسنا او تحدثنا معه هو الصديق السابق لا انه تغّير في حياته وحياته العادية ايضاً في بيته وفي مكان مراجعة الناس له تجده مسترسلاً في حياته والذي يشاهده لا يشاهد شيئاً غريباً عما يشاهده عن بقية طلاّب العلوم الدينية فمن هذه الناحية نتمكن ان نقول هو (قدس سرّه) لم يتميز في حياته العادية عن غيره ولئن كان هناك امتياز فهو امتياز في درجته العلمية واما من حيث تواضعه واسترساله فهو كبقية رجال الدين وفضلاء الحوزة العلمية.
نعم تعتبر مدرسة السيد الخوئي (قدس سرّه) امتداد لمدرسة شيخه النائيني وحيث انه(قدس سرّه) تميز كثيراً عن آراء استاذه النائيني وأكثر مناقشاته منصبة على أستاذة الشيخ النائيني (قدس سرّه) ومن الطبيعي كان يتعّرض لمباني الشيخ الأصفهاني وكانت له مناقشات لكن الطابع العام على درسه (قدس سرّه) منصبٌ على أراء الشيخ النائيني ففي كثير من الاحيان يختار تلك الاراء وفي بعض الاحيان الاخرى يناقش تلك الأراء.
وامتاز (قدس سرّه) ايضاً بتوضيح تلك المباني فربما الشيخ النائيني له بعض المباني ولكن فيها شيء من الخفاء فهو يأخذ(قدس سرّه) ببيانها وتوضيحها باسلوب اسلس وايضاً نتمكن ان نقول ان مدرسة الشيخ النائيني تمتاز عن مدرسة الشيخ العراقي في نقطة وهي ان مدرسة الشيخ العراقي من حيث افكارها هي اقرب إلى الدقة منها إلى الذوق العرفي فهي دقيقة قبل ان تكون عرفية بينما مباني الشيخ النائيني هي على العكس فهي في الحقيقة عرفية قبل ان تكون دقيقة ولا اقصد من هذا الكلام معنى ان مباني الشيخ النائيني كانت عرفية بمعنى انها بسيطة ـ لا ـ هي عميقة لكن العمق تارة يلتئم مع النظرة العرفية ومع الذوق العرفي واخرى يُفترض انه يكون بعيداً ـ المبنى ـ عن الذوق العرفي ويكون قريباً من الدقة والعمق ، فبماني الشيخ النائني غالباً ما هي كذلك يعني في نفس الوقت التي هي عميقة لا يأباها العرف والذوق العرفي لو تفهّمها، من هنا مباني السيد الخوئي ومدرسته(قدس سرّه) تمثّل فيها هذا الطابع أيضاً فهي نتمكّن ان نقول عرفية في نفس الوقت التي هي عميقة وليست دقيقة وغريبة عن الذوق العرفي، وهناك نقطة مهمة بالنسبة لفهم الروايات فان من يعيش المصطلحات العلمية ويعيش المباني الاصولية والقضايا العلمية قد يؤثر ذلك على طريقة فهمه للروايات من حيث لا يشعر فربمّا يفهم الرواية على طبق تلك المباني وعلى طبق تلك الأراء غفلة منه في الوقت الذي هو يفرق ان الرواية لابد ان تُفهم على طبق الذوق والفهم العرفي وبقطع النظر عن تلك المباني ولكن سيطرة تلك المباني يحول دون فهم الرواية على طبق ما يفهمه الانسان العرفي فهذه نقطة مهمة لابد ان يأخذها الفقيه بعين الاعتبار.
واذا لا حظنا السيد الخوئي(قدس سرّه) لا نجد هذا المعنى قد سيطر عليه أي المباني الاصولية والأراء العلمية لم تؤثر عليه من حيث فهمه للروايات ففهمه للروايات كان في الغالب فهماً عرفياً وموافقاً للذوق العرفي.